تقنية جديدة لتنقيح الأحاسيس والذكريات

Spread the love

يقوم علماء مختصون بالأعصاب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي الأميركية بمحاولة تطوير تقنية قد تمكن الإنسان من خداع دماغه، وذلك بجعله يدرك أن أشياء لم تحدث مطلقاً وكأنها حدثت.

ويقول الكاتب أريستوس جورجيو في مقال نشرته مجلة نيوزويك إنه يمكن لتقنية “الإسقاط الهولوغرافي” أن تجعل الدماغ ينخدع، وذلك من خلال التلاعب بالنشاط الكهربائي في الدماغ ذاته.

وتشتمل هذه التقنية على قطعة من المعدات تدعى “”هولوغرافيك برين موديولاتر” أو مغيِّر التصوير الثلاثي الأبعاد للدماغ، وتقوم باستخدام ومضات من الضوء لتنشيط أو كبت الخلايا العصبية في الدماغ بطريقة تحاكي الأنماط الحقيقية لنشاط الدماغ، مما يؤدي إلى خداع الدماغ وجعله يعتقد بشيء لم يسبق له أن أحس به أو استشعره سابقاً.

ويهدف العلماء نهاية المطاف إلى أن يكونوا قادرين على محاكاة أنماط استجابة الدماغ الفعلية، من خلال التحكم بآلاف الخلايا العصبية في وقت واحد، مما يجعل هذه التقنية يكون لها عدد من التطبيقات المفيدة.

تطبيقات محتملة
ويأمل العلماء أن تستجيب هذه التقنية في يوم من الأيام للتحكم في الأطراف الصناعية، وأن تساعد في تمكين الأشخاص المصابين بالشلل من الشعور باللمس أو أن تسمح للمكفوفين بالرؤية، وذلك عن طريق تحويل الصور من عدسة الكاميرا إلى نشاط دماغي حقيقي.

ويقول د. ألان ماردينلي -الأستاذ المساعد في البيولوجيا الجزيئية والخلوية في الجامعة- إن لهذه التقنية إمكانات كبيرة بالنسبة للأعصاب الاصطناعية، حيث يتوفر لديها الدقة اللازمة لجعل الدماغ يفسر نمط التنشيط بهذا السياق.

ويضيف ماردينلي أنه إذا استطاع الشخص المختص قراءة وكتابة لغة الدماغ، فإنه يمكنه التخاطب مع الدماغ بلغته الخاصة حيث يمكن للدماع عندئذ تفسير الرسالة بشكل أفضل.

ويضيف أن هذه واحدة من الخطوات الأولى في طريق طويل لتطوير تقنية يمكن أن تعتبر وكأنها عملية “زرع دماغ افتراضي” مع حواس إضافية أو حواس معزَزة.

مشاعر وذكريات
ويستدرك الأستاذ الجامعي بأنه قد يكون لهذه التقنية أيضاً تأثيرات أكثر عمقاً، فقد تمهد الطريق لتقنيات أخرى تجعل استبدال المشاعر المؤلمة ممكناً أو تسهم في إدخال ذكريات بعقول الناس لأشياء لم يسبق لهم أن شاهدوها.

ونشر ماردينلي وزملاؤه في الفريق بحثهم الجديد في مجلة “نيتشر نيوروساينس” وهو البحث الذي يصف النموذج الأولي “لمغيِّر التصوير الثلاثي الأبعاد للدماغ ” والاختبارات التي أجراها الفريق على الفئران.

ويقول المقال إن هذه التقنية لا تزال في مراحلها المبكرة في الوقت الحالي، فهي تعمل فقط في قسم صغير من الدماغ، مضيفاً أن المعدات المطلوبة تعتبر كبيرة.

ويستدرك بأن الفريق يأمل أن يتمكن من توسيع نطاق التقنية للتأثير على مناطق أكبر من الدماغ، بحيث يكون لهذه التقنية تأثير أكبر على السلوك وكذلك يمكن تقليل حجم المعدات إلى الحد الذي يمكن احتواؤه في حقيبة الظهر.

المصدر : نيوزويك، عن الجزيرة نت

Optimized by Optimole