ألف محاضر إسرائيلي يرفضون الالتزام بوثيقة “الشيفرة الأخلاقية”

ألف محاضر إسرائيلي يرفضون الالتزام بوثيقة “الشيفرة الأخلاقية”
Spread the love

وقّع نحو 1000 محاضر في الجامعات الإسرائيلية أمس (الأحد) عريضة يعلنون فيها التزامهم بتجاهل وثيقة “الشيفرة الأخلاقية” التي وضعها البروفسور آسا كشير بناء على طلب وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس “البيت اليهودي”] وتنص على أنه لا يجوز للمحاضرين الأكاديميين التعبير عن رأيهم في مواضيع سياسية أمام طلبتهم إلّا إذا تطلبت المواد الدراسية ذلك كما في مجال العلوم السياسية مثلاً. ويحظر بند آخر على أفراد الطاقم الأكاديمي أن يشاركوا في مقاطعة أكاديمية لمؤسسات تعليم عال ويمنعهم من دعوة آخرين إلى المشاركة في مقاطعة كهذه، كما ينصّ على عدم جواز تعاون برامج دراسية أكاديمية مع جمعيات تُصنَّف بأنها سياسية.
وأكدت العريضة أنه لا يحقّ للسلطة والمؤسسة السياسية أن تتدخلا في حرية التعبير داخل الهيئات الأكاديمية.
كما أعلنت لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية في بيان صادر عنها، أن أفرادها يعارضون بشدّة وضع “شيفرة أخلاقية” حول السلوك المقبول لأعضاء السلك الأكاديمي في إسرائيل. ووصفت اللجنة هذه “الشيفرة” بأنها مجموعة قواعد تُمليها المؤسسة السياسية وأكدت أنها تسلب مؤسسات التعليم العالي حرية تحديد سلوك أفراد العاملين في السلك الأكاديمي، ما يُعدّ انتهاكاً خطراً وأساسياً للحرية الأكاديمية.
وأعرب اتحاد الطلبة الجامعيين الإسرائيليين عن معارضته لـ”الشيفرة”. وقال رئيس الاتحاد رام شيفا إن “الشيفرة” أبعد ما تكون عن هدفها الأخلاقي الظاهر وأكد أن كل شيء سياسي ومن المستحيل الفصل بين السياسة والمجالات الأخرى في الحياة ولا سيما في المجال الأكاديمي.
وذكرت مصادر رفيعة في ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين يعارض “الشيفرة”.
وتوالت ردود الفعل على “الشيفرة الأخلاقية” في الحلبة السياسية.
وشبّه عضو الكنيست عوفر شيلح [“يوجد مستقبل”] “الشيفرة” بأنها شكل من أشكال شرطة الأفكار.
وأكد عضو الكنيست أريئيل مارغليت [“المعسكر الصهيوني”] أن الهدف الوحيد لـ”الشيفرة” هو إسكات الأصوات النقدية وإخافة المحاضرين.
وقالت عضو الكنيست تسيبي ليفني [“المعسكر الصهيوني”] إن “الشيفرة” غير أخلاقية وتشكل خطوة أخرى من طرف الحكومة الإسرائيلية لإسكات أي خطاب وحرية فكر.
وأشارت عضو الكنيست زهافا غالئون [رئيسة ميرتس] إلى أن “الشيفرة” بلشفية تقوض التربية على الديمقراطية والتعددية.
في المقابل قال بينت في تغريدة نشرها على موقعه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” أمس، إن المؤسسات الأكاديمية الأميركية تطبق “شيفرة أخلاقية” مماثلة، وادعى أنه من دون “شيفرة” كهذه يسود وضع يشجّع فيه محاضرون إسرائيليون على مقاطعة أكاديمية عالمية لإسرائيل.
وقالت عضو الكنيست شولي معلم من “البيت اليهودي” إن كل طالب جامعي متوسّط يمكنه أن يشهد أنّ الجامعات في إسرائيل منحازة سياسياً لليسار وأكدت أنه حان الوقت لوضع حدّ لذلك الأمر.

وكان بينت طلب في كانون الأول/ ديسمبر الفائت من آسا كشير، الذي كتب “شيفرة القواعد الأخلاقية” للجيش الإسرائيلي، صوغ وثيقة تحدد خطوط السلوك المقبول من قبل المحاضرين الأكاديميين بشأن النشاط السياسي خلال جلسات التدريس. وعرض كشير الأسبوع الفائت بنود هذه الوثيقة على بينت الذي يخطط الآن لتقديمها للمصادقة عليها من قبل مجلس التعليم العالي وهو الهيئة المسؤولة عن المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole