ثلاث قمم تحدّد مسار أزمة كوريا الشمالية

Spread the love

شؤون آسيوية- على وقع تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، في ظل مناورات عسكرية وتجارب صاروخية، وتشابكات جيوسياسية يشهدها العالم، انطلاقاً من الحرب الروسية الأوكرانية، بات الوضع أكثر خطورة في المرحلة المقبلة.

ويتعلق الأمر بمواجهات سياسية مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، في كمبوديا وإندونيسيا وتايلند على التوالي، خلال مشاركتهما في قمم إقليمية وعالمية، يفترض أن تتطرقا خلالها إلى ملفات تايوان وكوريا الشمالية وأوكرانيا والتضخم والاقتصاد.

تجربة جديدة لكوريا الشمالية
وعشية القمم التي ستنطلق الأسبوع الحالي وتتواصل على مدى 10 أيام، أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أمس الأربعاء، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً واحداً على الأقل في اتجاه بحرها الشرقي.

ولم يحدد الجيش على الفور المدى الذي وصل إليه الصاروخ. ونقلت عنه وكالة “يونهاب” للأنباء الكورية الجنوبية، أنه رصد عملية الإطلاق من منطقة سوكتشون في إقليم بيونغ ـ أن الجنوبي. وذكر الجيش في بيان آخر، أن الصاروخ الكوري الشمالي الذي تجاوز خط الحدود البحرية الفعلية في الأسبوع الماضي، كان من نوع “أس إيه ـ 5″، المشابه لما استخدمته روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع نتائج التحليل المشترك بين الوكالات لحطام الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية باتجاه الجنوب في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، والذي تجاوز خط الحدود الشمالي في البحر الشرقي.
وذكرت وزارة الدفاع أنه يمكن استخدام هذا الصاروخ لتوجيه ضربات أرض ـ أرض، وقد استخدمت روسيا أخيراً صاروخاً مشابهاً في حربها في أوكرانيا.

وكان على بقايا الصاروخ التي تم انتشالها كتابات باللغة الروسية، مما يشير إلى أن الشمال قام بتجميع الأجزاء المستوردة من السلاح الذي تم تطويره في حقبة الاتحاد السوفييتي.

ومن المعروف أن هذا الصاروخ يبلغ مداه الأقصى بين 260 و300 كيلومتر، وارتفاعه الأقصى نحو 40 كيلومتراً. ونقلت وكالة “يونهاب” عن الوزارة إشارتها إلى أن الحطام يبلغ طوله نحو 3 أمتار وعرضه نحو مترين، ويُقدر أنه صاروخ أرض–جو من طراز نوع “أس إيه ـ 5″، بالنظر إلى مظهره وصفاته.

وقال مسؤول عسكري للصحافيين: “لا يمكن تأكيد ما إذا كان هذا الصاروخ روسي الصنع أم لا”، بينما أفاد مسؤول آخر بأن “دقة الصاروخ أقل إلى حد ما من الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها الشمال. وكان مساره عند مستوى يمكن لأنظمة الاعتراض لجيشنا أن تسقطه”.

وقد استخدمت القوات البحرية مركبة تعمل تحت الماء عن بعد لانتشال الحطام الأحد الماضي، والذي شمل الأجنحة الأربعة الرئيسية للصاروخ وأجزاء من خزان الوقود السائل والمحرك والفوهة.

يُذكر أن صاروخ “أس إيه ـ 5″، معروف أيضاً باسم “أس 200″، وتم تطويره بواسطة الاتحاد السوفييتي في عام 1967، ويستخدم محركاً رئيسياً يعمل بالوقود السائل. وفي خضمّ التسخين العسكري عبر التجارب الكورية الشمالية، والمناورات الأميركية ـ الكورية الجنوبية التي أُجريت في الفترة الأخيرة، من المرجّح استمرار التصعيد السياسي في ملف الكوريتين في الأيام العشرة المقبلة المتخمة باللقاءات والقمم السياسية.

في البداية تُعقد قمة مجموعة دول جنوب شرقي آسيا “آسيان”، بين اليوم الخميس والأحد المقبل في كمبوديا، وسيشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن. ويلي قمة “آسيان” اجتماع قمة العشرين في إندونيسيا، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وبعد ذلك تُعقد قمة “منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ” في تايلند بين 16 نوفمبر الحالي و19 منه.

وتُعد هذه القمم بمثابة اختبارات للعلاقة الأميركية ـ الصينية، في ظلّ التطورات التي يشهدها العالم، من الحرب الروسية على أوكرانيا، وتداعياتها الاقتصادية عالمياً، وملف تايوان الذي شهد توترات كبرى في الفترة الماضية، وصولاً إلى ملف التجارب الكورية الشمالية.

كما أن اللقاءات الجديدة ستحصل بعد إعلان واشنطن عن وثيقة “استراتيجية الأمن القومي” الشهر الماضي، والتي حددت فيها بكين منافساً عالمياً وحيداً لها، وتعمل على احتواء صعودها.

ومن المؤشرات أيضاً على السخونة السياسية للقمم، نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، أول من أمس الثلاثاء، والتي ستكبّل أيدي الرئيس الديمقراطي جو بايدن تشريعياً بعد تقدم الحزب الجمهوري، أو تدفعه إلى اتخاذ خيارات أكثر تطرفاً تجاه الملفات الخارجية، فضلاً عن إحكام الرئيس الصيني شي جين بينغ قبضته على السلطة في بلاده، بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، الشهر الماضي.

ويلاقي بايدن منافسة صينية ضارية في الدول الآسيوية، خصوصاً أن هذه الدول تخشى الاصطفاف إلى جانب الأميركيين، بما قد يعرّضها للخطر.
وعشية القمم المرتقبة، سافر رئيس الوزراء الصيني، لي كي تشيانغ إلى بنوم بنه، الثلاثاء، ملتقياً نظيره الكمبودي هون سين. وما زاد من شكوك الدول الآسيوية في مسألة اختيارها بين الصين والولايات المتحدة، هو تعهّد بايدن في قمة جمعته مع زعماء “آسيان” في البيت الأبيض في مايو/أيار الماضي، بتقديم 150 مليون دولار على شكل مساعدات لمكافحة وباء كورونا، في مقابل 1.5 مليار دولار تقدمت بها الصين للغرض نفسه، في العام الماضي.

جديد منشأة “يونغي ـ ري”
وفي ظلّ المخاوف المستمرة من احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية، ستكون السابعة من نوعها في حال حصولها، نشر مركز الأبحاث الأميركي “بيوند باراليل”، مجموعة صور مأخوذة من الأقمار الاصطناعية، الثلاثاء الماضي، مرتبطة بمنشأة “يونغي ـ ري” للتجارب النووية الكورية الشمالية.

وأضاف الموقع أن المنشأة تتضمن أربعة أنفاق، ولم يطرأ أي تغيير على النفق الرقم 3، بينما في المقابل، تم تعليق العمل ببناء النفق رقم 4، معتبراً أن الأمر قد يكون مرتبطاً بتوسيع قدرات التجارب النووية خارج النفق رقم 3، أو أن بيونغ يانغ تقوم بعملية خداع استراتيجية. وهو ما أثار غموض المركز حول النوايا الفعلية لكوريا الشمالية في المنشأة.

وتطرق المركز إلى وجود معدات ولوازم لم تتمكن الأقمار الاصطناعية من تحديدها، فضلاً عن وجود شبكة للعبة كرة الطائرة. أما بالنسبة للنفقين 1 و2، فلم يشهدا أي تغيير في طبيعتهما الميدانية.
المصدر: فرانس برس، رويترز

Optimized by Optimole